إعادة إحياء البلدة القديمة في بيرزيت: مقاربة مدمجة لحماية الموروث، التخطيط والتطوير في فضاء ريفيّ فلسطينيّ سريع التغيّر

إياد عيسى

تخطيط الفضاءات من خلال الحوار الثقافيّ التداخليّ

2010

تسلّط هذه الورقة الضوء على مبادرة طموحة لحماية وإعادة إحياء البلدة القديمة في بيرزيت، البلدة الجامعيّة الصغيرة التي تبعد نحو 7 كلم عن مدينة رام الله. لقد تمّ اختيار البلدة القديمة في بيرزيت لتكون مشروعًا تجريبيًا في إعادة إحياء البلدات القديمة، وسيستخدم كنموذج لإعادة إحياء البلدات القديمة في خمسين بلدة أخرى على لائحة رواق. تتفتّح هذه الأجواء التاريخيّة للتقصّي بالاستناد إلى البحوث متداخلة الحقول، وتشكّل أرضيّة للتشبيك مع المجتمع المحلّيّ ومع الخبراء المحلّيّين والدوليّين ومع المؤسّسات في القطاعات المختلفة.

 

يهدف مشروع بيرزيت إلى تحقيق توازن معقول بين تنمية الموروث وحمايته. ويؤكّد هذا المقال أنّ مفهوم إعادة الإحياء مجزٍ وذلك من خلال عمليّة متوازية: التخطيط الديناميكيّ والتدخّل المعماري، وأيضًا أعمال الحفاظ والترميم والبنية التحتيّة التي تحسّن ظروف البيئة المبنيّة (الخدمات الأساسيّة، إعادة تأهيل الشوارع، نظام اللافتات، الساحات العامّة، والحدائق)، وتجديد مشاريع رئيسة، وتقديم قوانين وأنظمة حماية الموروث المعماريّ، وبناء القدرات لأصحاب المصلحة الرئيسيّين وللرياديّين. وقد تمّ تنفيذ جميع ما سبق أثناء هذه العمليّة. 

 

 تعرّف هذه الورقة أولاً بالتحدّيات التي تواجه المناطق الريفيّة الناميّة في فلسطين، والتدهور التدريجيّ لبلداتها القديمة. ثانيًا: تستكشف الورقة مقاربات التخطيط والتنمية الحاليّة والمتعلّقة بالمناطق الريفيّة سريعة التغيّر عمومًا، وبالبلدات القديمة في فلسطين خصوصًا. حيث تشرح الورقة الأساس المنطقيّ وراء مقاربة إعادة الإحياء هذه بصفتها عمليّة متعدّدة الفاعلين، متعدّدة الحقول، وتدرّجيّة. ثالثًا، تسلّط الورقة الضوء على النشاطات المختلفة التي تمّ تنفيذها أثناء عمليّة إعادة الإحياء وبتركيز خاصّ على مقاربة التخطيط الاستراتيجيّ ومشاركة المجتمع وبناء القدرات لكادر البلديّة. تخلص الورقة إلى ملاحظات على عمليّة إعادة الإحياء بشكل عامّ، وأيضًا على التحدّيات التي تواجهها، وذلك من أجل أن يستفاد منها كنموذج لتنمية البلدات القديمة في مناطق أخرى في فلسطين.