الموروث الإبداعيّ: منظّمات الموروث غير الحكوميّة الفلسطينيّة

كيارا دي سيزاري

مجلّة أميريكان أنثروبولوجيست

2010

تجاوزًا للتفرّع الثنائي المنطقيّ بين الفنّ كممارسة راديكاليّة وبين الموروث كفعل محافظة، تحلّل هذه المقالة الموروث الفلسطينيّ بصفته المنطقة الملتبسة حيث تلتقي هاتان الممارستان، مشكّلتان لغة تجمع في آن واحد بين التجذّر المحلّيّ والكوزموبوليتيّة. من خلال فحص البيناليّات الفنّيّة الفلسطينيّة الأخيرة، أبيّن كيف أنّ الفنّ المتأثّر بالموروث يتّخذ وظيفة المنبر لعرض وممارسة الدولة القوميّة الفلسطينيّة القادمة. تُظهر البيناليّات، والتي تنظّمها منظمة تعنى بالموروث، إبداع جيل جديد من المنظّمات الأهليّة التي تعنى بالتراث، محافظة بذلك على استمرار تقليد محلّيّ للتنظيم المجتمعيّ يمتاز بمزاوجة الموروث والفنون وسياسات التحرّر. يقوّض هذا الإنتاج الثقافيّ التفرّع الثنائيّ التقليديّ بين الموروث والذاكرة المضادة لأنّه يمثّل، في آنٍ معًا، جانبًا من جوانب مشروع بناء الدولة، وأيضًا فعلًا من أفعال مقاومة الاستعمار، متأرجحًا بين ما يطلق عليه الأكاديميّون ’الحاكميّة العابرة للوطنيّة‘ وبين ’الحاكميّة المضادة‘. أزعم أنّ ممارسات الموروث الفلسطينيّة تشكّل شكلًا من أشكال حاكميّة اللا-دولة. في هذا السياق، تكتسب مشاكل التمثيل علائقيّة قويّة.