حملة غزة

في مواجهة التحديات الجسيمة التي يتحملها إخواننا وأخواتنا المحاصرون في غزة، والضغوط المتواصلة للاستعمار الاستيطاني على القدس والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 والشتات، من السهل أن نشعر بالعجز. ومع ذلك، حتى في خضم الإبادة الجماعية التي تلوح في الأفق وتدمير منازلنا وشوارعنا وثقافتنا وحياتنا، يظل الأمل رفيقنا الصامد - منارة المرونة التي لا يمكن أن تخفت.

إن تدمير المباني التاريخية في غزة لا يعني مجرد خسارة الهياكل المادية؛ إنها ضربة مدمرة لتراثنا وهويتنا المشتركة. ومع وجود ما يقرب من 420 مبنى تاريخيًا تقف بمثابة شواهد على تاريخنا الغني وتراثنا الثقافي، فإن بقائها أمر بالغ الأهمية. تجسد هذه المباني، المنتشرة عبر المناظر الطبيعية المغلقة في غزة، روح شعبنا وتعمل بمثابة مرتكزات للمجتمع في وطنهم.

والآن، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج إخواننا وأخواتنا في غزة إلى دعمنا الثابت. ورغم أن جهودنا قد تبدو قليلة في مواجهة هذا الدمار الهائل، فإنها مشبعة بأهمية عميقة. باعتبارنا حراس التراث الثقافي، تقع على عاتقنا مسؤولية جماعية أن نتضامن مع غزة، وندعم الحفاظ على كنوزها المعمارية وصمود شعبها.

يطلق رواق حملة مطلوبة لجمع الدعم من أجل "ترميم وإعادة تأهيل مبنى دار فرح التاريخي في مدينة غزة". يقع المبنى في حي الزيتون، في قلب مدينة غزة القديمة، ويحمل قيمة ثقافية واجتماعية هائلة. بالشراكة مع مجموعة غزة للثقافة والتنمية، وهي منظمة ملتزمة مكرسة لتمكين المجتمع، يهدف رواق إلى بث حياة جديدة في هذا الفضاء، وتحويله إلى منارة أمل وفرصة لسكان غزة من جميع الأعمار.

ونحن نحثكم على الانضمام إلينا في هذا المسعى النبيل، للمساهمة في ترميم مبنى دار فرح التاريخي. لن يؤدي دعمكم إلى حماية التراث الثقافي في غزة فحسب، بل سيوفر أيضًا ملاذًا لعدد لا يحصى من الأفراد والمجموعات الذين يبحثون عن ملجأ ومساحة آمنة.

في هذا الموسم من التأمل والتجديد، دعونا نشعل نيران الأمل، ونضمن أنها تحترق في قلوب كل من يعتبر غزة وطنه.